عشقي لكرة القدم لم يكن ليقف يوماً في وجه كوني تلميذاً مجتهداً ولو في المراحل الأولى على أقل تقدير ..قضيت مرحلتي الدراسة الأساسية والثانوية في مدرسة " الثقافة العلمية " في ضاحية تيراسا ..شهادتي الأساسية حصلت عليها بلا أي مشاكل تذكر .. حيث لم أرسب في أي مادة مقررة .. باستثناء مادة الرياضيات في إحدى السنوات .. حيث كنت مصاباً بالتهاب حاد في الصدر .. لقد كنت أدرس يومياً وأؤدي واجباتي بدون تقصير ..
أفضل أصدقائي .. ألتقيته في المرحلة الثانوية .. اسمه " ألبرت جوستريبو " .. وهو مازال إلى الآن أعز الأصدقاء إلى قلبي .. " جوستري " – كما كانوا يسمونه – كان المشاغب رقم واحد في الفصل .. ولكنه لم يكن شريراً أو خبيثاً ..وإنما كانت كل تصرفه تنبع عن طيبة قلب .. مشكلة " جوستري " أنه كان المتهم الأول دائماً في حال أي مشاغبة .. ودائماً كانت أصابع اتهام الأساتذة تشير إلى المسكين " جوستري " ..
مدير مدرستنا .. وكان ينادونه ..السيد " كارلوس " .. كان شخصاً مرهوب الجانب .. ذو هيبة .. ..وبصراحة قإن منظره هو ما كان يدعونا لاحترامه .. كان طويلاً .. أصلع ..وأذكر أننا كنا نقف دائماً عندما يدخل إلى فصلنا ..فيومئ لنا بالجلوس ..
المشكلة كانت مع صديقي " جوستري ".. فهو لم يتمكن من اجتياز امتحانات التهيئة الفصلية .. وبناء على اقتراح الأساتذة أجلسوني بجانبه ..على أمل أن سلوكه الدراسي سيتغير .. ولكن النتائج كانت عكسية تماماً ..فقد انخفضت درجاتي بشكل كارثي ..وأصبحت أعاني من تدني دراسي حاد ..أذكر في إحدى المرات أنه طلب مني أن أعطيه حلقة بحثي ليقدمه لمدرس مقرر التاريخ .. فقدمتها له طالباً منه أن يغير فيها وأن لا يقدمها كما هي ..كي لا يلحظ الأستاذ التشابه في الحلقتين .. لكن جوستري أضاع البحث .. فلا أنا سلمت بحثي ولا هو ..
أتممت شهادتي الأساسية بدرجة مقبول .. فقدم لي مدرس الرياضيات ..السيد " أريزو " فرصة لمتابعة الدراسة في الثانوية العامة .. وكان واضحاً صعوبة وحساسية الجمع بين الدراسة وكرة القدم .. أنا اخترت الدراسة الثانوية ودخلت مرحلة جدية من حياتي ..الآن أنا أقدر تحفيز السيد " أريزو " لي .. وأذكر أيضاً أنه أرسل لي رسالة تحريضية أخرى عندما تم استدعائي لتمثيل البارسا في الفريق الأول ..
لم تمض سنة في دراستي الثانوية .. حتى اتضح بشكل صريح وواضح صعوبة الجمع بين الدراسة وكرة القدم .. لقدر رسبت بـمقررين في الفصل الأول .. و 3 في الفصل الثاني .. واستدعت إدارة المدرسة والدتي لإطلاعها على حالي الدراسي التعيس .. أمي حينها .. ردت على الأستاذ " بالوما " : " تشافي يبني حياته في مكان آخر ..وإن فشل في ذلك في السنتين القادمتين فسيجعل الدراسة على رأس أولوياته " .. لقد وقف الأستاذ مشدوهاً أمام رد أمي ..ولم يكلموها أبداً لتأتي للمدرسة مرة أخرى ..
مرفق أيضاً مع هذا الفصل مذكرة بقلم " جوان بيلا أي بوش " وهو مدرب فريق الناشئين اللذين لعب لهم تشافي .. ويتحدث فيها عن تشافي كما رآه في مرحلة حساسة من حياة هذا النجم :