لكل قصة بداية وقصتي تعود لشهر يونيو من العام 1972 كان هناك شاب يدعى " يواكيم هيرنانديز " ( أبي طبعاً ) أنهى خدمة العلم .. وقد كانت إلزامية في إسبانيا وقتها يعبر غير مكثرث بما حوله في شارع " الرمبيلا دي تيراسا " في ضواحي مدينة برشلونة ..
كان هناك فتاتان تسيران تسيران في الشارع وقد عرفتاه من بعيد .. ولم يكن هذا الشاب بالنسبة لـ " ماريا ميرسيه كريوس " ( أمي ) إلا صديق قديم من أيام الطفولة .. شاركته في ما مضى الكوكا كولا والميرندا الباردة في بار كان ملكاً لوالدها ..اسمه أوروبا " ..منذ زمن طويل لم يلتقيا وبعد عناق عادي افتتحت ماريا الحديث بموضوع كان تعرف أنه يفضله .. " من المؤكد أنك على دراية بما حققه البارسا مؤخراً ؟ " .. يواكيم كان صديقاً لأحد الشباب الذي كان صديقاً لرفيقة ماريا ( التي كانت معها ) وقد انفصلت مؤخراً عنه .. وكانت ماريا تريد أن تسأل يواكيم عن صديقه من أجل رفيقتها ..
هكذا .. برشلونة كان بداية كل شيء .. ماريا لم تتمكن من معرفة شيء ولكنها عرفت أنها التقت بشاب مثير للفضول ..كرة القدم تثير شغفه وهي عمله أصلاًً ..لقد كان أبي جذاباً بالتأكيد يومها .. وبعد عام من هذا اللقاء تزوج يواكيم من ماريا .. وقد كان حينها لاعباً في فريق " جيرونا " ..
بعد سنتين .. كبرت العائلة .. أخي الأكبر أليكس وصل ..أبي كان يريد طفلين (ذكر وأنثى ) .. ولكن في المحاولة الثانية كان أخي الأوسط أوسكار .. وفي الثالثة أتيت أنا .. لقد كان صبي آخر !!! والدتي دائماً تخبرني أن الحمل كان صعباً ..لقد قدر الأطباء أني سأولد في الشهر السابع ..وقد سببت لها الكثير من الآلام في الشهر السادس .. ولكن عيناي رأت النور بشكل طبيعي فقبل العاشرة ليلاً من 25 / 1 / 1980 .. وزني كان 3.4 كغ .. وطولي بالضبط 49 سم !! كانوا يريدون تسميتي باسم أبي ..يواكيم .. ولكن أمي التي اختارت أسمائنا نحن الأربعة ..سمتني تشابي .. وأقول نحن الأربعة لأن العائلة رزقت أخيراً بما تتنظره .. بنت !! أختي " أريادنا " ..
لم أكن أريد أن أتقبل المصاصة في صغري .. والدتي لم تستسلم لذلك ..حتى أنها اشترت لي أربع أنوع من المصاصات ..وبخلاف ذلك فقد كنت طفلاً هادئاً .. لا أثير المشاكل .. وفي شهري التاسع صرت أمشي ..وبعد ثلاثة أعوام ... كنت ألعب بكرة قدم ..تفوقني حجماً في شارع " غاليلو " في تيراسا .. وفي وقت الظهيرة كان لدي مجموعة من السيارات ألعب بها ..ولم أكن لأزعج أحداً أبداً ..
كنت أنام مع " أريادنا " في غرفة واحدة .. وشقيقي ينامان في غرفة أخرى .. سريري كان مكون من طابقين في الأسفل هي وفي الأعلى أنا .. ولم أكن أدخل غرفة شقيقي إلا من أجل اللعب بجهاز الكومبيوتر ..وكانت هذه العادة تسبب لي المشاكل ..خاصة عندما أوقظهما بالصوت المرتفع ..الآن أمتلك جهاز " نينتيندو " ولكني لم أعد متعلقاً بها كما هو الحال عندما كنت صغيراً ..
نحن الثلاثة كنا نحمل شغف العائلة .. بموضوع احتراف كرة القدم من أجل تحصيل لقمة العيش ..وحظي أنا كان أكبر من "أوسكار وأليكس" ..ومع أن أوسكار احترف كرة القدم ..ولكنه تعرض لإصابة قاسية فاعتزل مبكراً .. هوسي الوحيد كان كرة القدم ..وكنت في سن الأربع سنوات ألعب في كل مكان مع شقيقي ..هما كانا في مدرسة " جابا كارميليتانو " ولم يكن يسمج لي بالانتساب إليها لأني كنت صغيراً .. ولكن على العموم ..كنت أنتظر خارج مدرسة أخوي كي ألعب بالكرة مع الأطفال الآخرين ..
وهنا يستحضر " تشابي " , بعضا من ذكرياته المصورة , مع تعليق شخصي منه على بعض الصور :
تعليق تشابي : أظهر في هذه الصورة أتناول المصاصة .. لم أكن أبلغ الشهر الثالث بعد .. أخي أليكس في الوسط ..موازناً الصورة بين أبي وأمي ..الصورة بدون تعليق .. تشابي الطفل في الزاوية اليسرى بالأحمر ..الصورة بدون تعليق .. تشابي الطفل الذي يرتدي الأبيض .. لاحظ شقيقي تشافي بلباس البلوغرانا .. !!تعليق تشابي : إذا كان كرويف قد قال في أحد الأيام : في لعبة كرة القدم يقسم اللاعبون إلى كرة قدم وشرطة ( بوليس ) .. تستطيعون بكل سهولة أن تعرفوا الجانب الذي اخترته .. !!منقوله على لسانه