لم يكن انتصار الجزائريين على المنتخب الوطنى فى المباراة الفاصلة بالسودان وليد الصدفة أو العمل داخل الملعب طوال التسعين دقيقة، وإنما جاء نتيجة جهد وتخطيط من كل الوزارات والإدارات المختصة فى الجزائر، ولعبت الحكومة الجزائرية وسفارتها فى السودان الدور الأكبر فى التنظيم للفوز بالمباراة والتأهل لكأس العالم.
ووفقاً للمعلومات فقد وضعت الحكومة خطة محكمة لدخول أكثر من عشرة آلاف جزائرى إلى الخرطوم يومى الثلاثاء والأربعاء من خلال اتصالات مكثفة بالحكومة السودانية لإلغاء تأشيرة دخول البلاد ليحصل عليها المشجع من مطار الخرطوم، ومنح الرئيس بوتفليقة تعليمات لمصلحة الجوازات باستخراج وثيقة سفر لكل فرد يرغب فى السفر إلى السودان رغم الإجرءات المشددة والصعبة التى تصاحب استخراج الجواز الجزائرى لضمان تفوق الجمهور الجزائرى على نظيره المصرى من خلال إقامة جسر جوى إلى السودان دخل من خلاله، وبواسطة ٤٨ طائرة حربية آلاف المشجعين الجزائريين.
ومنذ انتهاء مباراة الفريقين بالقاهرة مساء السبت «١٤ نوفمبر» الماضى، وتأكد اللجوء للقاء فاصل بالسودان، بدأت السفارة الجزائرية بالخرطوم فى التحرك والأعداد لأفساد جو المباراة أما الحكومة الجزائرية فمنحت كل جزائرى سافر إلى السودان مبلغ ٥٠٠ دولار، إضافة إلى تحمل قيمة الإقامة والانتقالات فى السودان مما شجع آلاف الجزائريين على الذهاب لتشجيع الفريق.
ولم يتوقف تخطيط الجزائريين عند هذا الحد، وإنما امتدت إلى حملة إرهاب المصريين، وتحذيرهم من السفر للسودان خوفاً من الموت، وانتشرت أعداد من الجماهير الجزائرية فى شوارع الخرطوم لشراء السكاكين والبلط والشوم وإرهاب المصريين لدرجة ارتفعت فيها سعر السكين من خمسة جنيهات سودانية إلى خمسة وعشرين جنيهاً بعد اختفائها من الأسواق، واندست بعض الجماهير بين نظيرتها المصرية للتأكيد على المخطط بهدف وصوله إلى الجماهير المصرية للتأثير عليها، وإجبارها على عدم الحضور مما يمنح الجزائر الأفضلية والتفوق فى التعداد الجماهيرى.
ونظم الجزائريون بداية من صباح الثلاثاء الماضى مسيرات منظمة فى الشوارع للهتاف لفريقهم لدرجة شعر معها كل مصرى بالسودان بتضاؤل فرص الفريق الوطنى فى الفوز مع تزايد الثقة لدى الجزائريين.
واشتمل المخطط الجزائرى على أبعاد أخرى منها بث صور وتسجيلات فيديو مزورة على مواقع الإنترنت والمنتديات توضح ما تعرضوا له فى القاهرة من وحشية واعتداء على حد وصفهم وادعاءاتهم.
وحرصت أعداد من الجزائريين على اصطحاب أجهزة الكمبيوتر المحمول لعرض التسجيلات والصور فى كل المحافل لاستمالة السودانيين والتأثير عليهم، حتى يبتعدوا عن تشجيع المنتخب المصرى، كما استخدم الجزائريون ملف الاعتداء الإسرائيلى على غزة واتهام الحكومة المصرية بالتخاذل، وردد الجزائريون فى الشوارع وفى هتافات جماعية عبارة «يا دا العار.. باعوا غزة بالدولار»!!