M I R O :: مشرفه ::
عدد المساهمات : 117 العمر : 34 محل الاقامه : اليكس الوظيفه : طـــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــبة المزاج : مــــــــــــــــــــتقلب جــــــــــــــــــــدا نقاط : 207 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/07/2010
| موضوع: عبدي لما جعلتني أهون الناظرين إليك السبت ديسمبر 04, 2010 5:39 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والصلاة والسلام على محمد خير الأنام،
وعلى اله وأصحابه البررة الكرام.. أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال تعالى
( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )
وقال تعالى
( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )
المعلومة والفائدة الجديدة والتي قراءتها وأحببت نقلها لكم ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ) قال:
الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها،
فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره،
وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها!!
من بات منتهكاً لحرمات الله فإنه قد جعل الله أهون الناظرين إليه، ولم يراقب الله..
ومن المصيبة أن يقع الإنسان في الحرام ثم يجاهر به الناس ويعلمهم بما صنع،
زيادة في الفحشاء والمنكر، وهذا من شر الخلق عياذا بالله؛ فعن أبي هريرة قال:
سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا
ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا،
وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )
فمن استخف بما حرم الله عليه فالله أشد عقوبة له وأشد تنكيلاً،
بل إن انتهاك حرمات الله والتساهل في ذلك سبب رئيس في ذل الأمة وهوانها على الله وعلى خلقه .
احذركم ذنوب الخلوات ....فإنها المهلكات
جميل أن ترى ذلك الشاب وقد بدت عليه أمارات الخير والصلاح ،
والعز والفلاح ، أطلق لحيته ، ورفع ثوبه فوق كعبه ،
وتمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم فيما يرى الناس ، فعُرف بينهم بجميل أدبه ،
وحُسن سمتِه ...اختار من الجلساء أحسنَهم ، وغشى مجالس أفضلِهم ...إلخ ،
ولكن الأجمل من هذا كله أن يكون باطنه أجمل من ظاهره ،
وخلواته أصدق مع الله تعالى من علانيته ....
أخي : إياك إياك أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك ،
تخالف أوامره ، وتستجيب للشيطان وداعيه ، يقول سحنون رحمه الله:
" إياك أن تكون عدوا لإبليس في العلانية صديقا له في السر"...
إن هذا الذنوب التي تكون في الخلوات من أعظم المهلكات ، ومحرقةٌ للحسنات ،
جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا،
فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، "
قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ،جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ،
قال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ،
ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها !! "،
أترضى لنفسك يرعاك الله أن تكون واحداً من هؤلاء المحرومين الذين كان حظهم
من أعمالهم التعب والمشقة ، والآخرون في فضائل الله يتقلبون ،
ومن عظيم ما أعده ينهلون
( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ،وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور )
إذا أغلقت دونك الباب وأسدلت على نافذتك الستار وغابت عنك أعين البشر ،
فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ، تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء
على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه ،
أخشى بارك الله فيك أن تَزِلَّ بك القدم بعد ثبوتها ، وأن تنحرف عن الطريق بعد أن ذقت حلاوته ،
واشرأب قلبك بلذته ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى
"أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات،
وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات"، فهل يفرط موفق بصيد اقتنصه ،
وكنز نادر حَصَّله ؟
احذر سلمك الله ، فقد تكون تلك الهفوات المخفية سبباً لتعلق القلب بها حتى لا يقوى
على مفارقتها فيختم له بها فيندم ولات ساعة مندم
يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله :
"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس" .
فالله الله بإصلاح الخلوات ، والصدق مع رب البريات ،
لنجد بذلك اللذة في المناجاة ، والإجابة للدعوات | |
|