عدد المساهمات : 2564المزاج : الحمد لله على كل شىء نقاط : 2807السٌّمعَة : 5تاريخ التسجيل : 21/12/2008
موضوع: ميسي .. قصة الإبهار التي بدأت في سن الخامسة الخميس يناير 21, 2010 4:45 pm
قصة الإبهار مع الجوهرة ليونيل ميسي لم تكن وليدة السنوات القليلة الماضية التي عرفه الجمهور في أصقاع العالم بل إن التاريخ يحكي أنه ومنذ نعومة أظفاره وتحديداً في الخامسة من عمره كان محط إعجاب الكل في نادي روساريو الأرجنتيني النادي الذي كان محبوه يطلقون عليه اسم نادي غراندولي في تلك الأثناء كان دون أباريثيو و أوسكار لوبيز أول مدربين للبرغوث ووضعا فيه كل ثقتهما وبالطبع كان النجم الذي بدأ للتو قصة حياته مع المستديرة أهلاً لها وفي الزمان والمكان متى ما إقتضت الحاجة .
بداية قصة نجومية ذلك الطفل كانت صدفة محضة فحينها كان عمره بالكاد يصل خمسة أعوام وكان صغيراً ليمارس معشوقته في نادي غراندولي الذي كان يضم في صفوفه ماتياس ورودريغو شقيقا نجمنا الصغير وفي الوقت الذي كانا فيه يلعبان أو يتدربان كان ميسي يركل كرة تنس صغيرة لمدة ساعات على احد جوانب الملعب وفي إحدى الأمسيات التي كان يستعد فيها فريق غراندولي لخوض إحدى اللقاءات انتبه المدرب سلفادور اباريثيو أن تشكيلته لم تكن كاملة .
فلقد كان ينقصه لاعب وهو في مأزقٍ حقيقتي فبدون هذا اللاعب سيكون أمامه خياران فإما اللعب ناقص العدد أو ألا يؤدي المباراة فينسحب منها قبيل إقامتها درءاً لإحراج فريقه بحث المدرب في جميع الأرجاء فلم يجد أحداً زاد رقعة بحثه لتصل المدرجات بين الأهالي الذين قدموا لحضور لقاء أبنائهم فوقعت عينيه مصادفة على طفلٍ في الخامسة من عمره ومن حسن حظه أن ذلك الطفل لم يكن سوى ليونيل ميسي لكن مهلاً بربّك أباريثيو أستضع ثقتك في طفلٍ في عمر هذا ليسد ثغرةً واضحة في فريقك ؟
دعونا من استباق الأحداث ولنعرف ماذا حصل بعد ذلك لنترك الكلام للسيد أباريثيو مدرب الفريق و أول من منح نجمنا فرصة ممارسة كرة القدم يصف تلك اللحظات الخاصة بنفسه فيقول: في ذلك المساء كان علي تنظيم لقاء بين فريق ( غراندولي ) من مواليد 1986 و فريق آخر اسمه جونيور تانكي (الدبابة الصغيرة) كنت أعتقد أن أعضاء فريقي السبعة متواجدون كلهم.
ولكن فجأة أدركت أنه ينقصني لاعب بحثت في كل مكان فلم أجد ضالتي نظرت هنا و هناك و وقع بصري على طفل صغير يركل الكرة بجانب الشبك الذي يلف الملعب كان يركل كرة تنس ذهبت إليه و تحدثت مع والدته وجدته اللتين كانتا في المدرج لأن شقيقي ميسي كانا يشاركان في اللقاء ولأنه كان من الضروري الحصول على موافقة والدة ميسي بسبب صغر سن ابنها حتى يخوض ذلك اللقاء توجه أباريثيو للتحدث مع جدته فدار بينهما الحوار التالي:
المدرب : سيدة سيلياهل تعيريني إبنك ؟
سيليا بقلق : ولكنه صغير جداً سيشعر بالخوف و لن يرغب باللعب مرة آخري .
المدرب يرد سريعاً وبثقةٍ لإقناعها: سأضعه في الجهة اليمنى إلى جانب باب الدخول إلى الملعب إذا بدأ بالبكاء اقتربي من الباب و احمليه بعيداً.
بعد ذلك حصل أباريثيو واسمه الحقيقي سالفادور ريكاردو على موافقة السيدة سيليا إذ أنه تمكن من إقناعها بمشاركة حفيدها ليونيل في لقاء تلك الأمسية ضد فريق (الدبابة الصغيرة) ومنذ تلك اللحظة بالتحديد وعلى ذلك النحو بدأت قصة أسطورة البارسا الحالية في نادي متواضع للغاية في مدينة روساريو التي أصبح ميسي اليوم رمزها ومصدر فخرها الأول.
بدأ اللقاء ووضع المدرب ميسي كمدافع وبدأت الكرة بالدوران الكل يتحرك لكن ميسي واقف مكانه بلا حراك لعدة دقائق كان مكتفياً بمشاهدة زملائه يركضون بالكرة هنا وهناك أسبابه كانت مقنعة فلقد كانوا أكبر منه سناً لكن وحينما وصلت الكرة إلى قدميه بدأت الثقة والغريزة الكروية الفطرية تسري في شرايينه كما يصف الموقف بالتحديد السيد أباريثيو: وصلت الكرة لميسي فمررها وظل واقفاً وبعدها وصلت كرة أخرى على قدمه اليسرى وعندها بدأ بالجري كما لو كان لاعبا طوال عمره.
أبهر ميسي كل الجمهور الحاضر فبالنسبة لطفلٍ بالكاد بلغ عامه الخامس كان صغيرنا في تلك اللحظات يجري بالكرة بكل أناقة و مهارة بشكلٍ منقطع النظير لطفل صغير في عمره لذا فهو لم يمتع الموجودين بمراوغاته الذكية فحسب وإنما بعدة أهداف نجح في تسجيلها ليحجز البرغوث لنفسه منذ ذلك اليوم مقعداً أساسياً في تشكيلة الفريق الذي ظل يلعب له حتى أصبح عمره تسعة أعوام والمثير للدهشة أنه وخلال أربعة سنوات في فريق غراندولي الذي تم إلغائه قبل سنوات حقق الصغير معدلاً تهديفياً مخيفاً قارب الستة أهداف في كل لقاء لتلي بعد ذلك مرحلة اندماجه في فريق نيو ويلز أولد بويز.