لم يكن تتويج لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأفضل لاعب في العالم لعام 2009 سوى نهاية منطقية لعام حافل بالإنجازات في المسيرة الكرية الرائعة لميسي.
وأحرز ميسي /22 عاما/ الجائزة مساء أمس الاثنين خلال حفل الجوائز السنوية للفيفا والذي عقد في زيوريخ حيث احتل ميسي المركز الأول في الاستفتاء الذي يشارك في التصويت فيه جميع مدربي وقائدي المنتخبات الوطنية من كل أنحاء العالم.
وحل ميسي ثانيا في هذا الاستفتاء خلال العامين الماضيين ولكنه أنهاه هذا الموسم في المركز الأول متفوقا بفارق كاسح على جميع منافسيه وآخرهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا الفائزين بالجائزة في عامي 2008 و2007 على الترتيب والأسبانيين خافي هيرنانديز وأندريس إنييستا.
ورغم وجود العديد من اللاعبين أصحاب المهارات العالية والإمكانيات الهائلة لا يشكك أحد في أن ميسي هو أفضل لاعب كرة قدم على كوكب الأرض حاليا.
ونادرا ما ينجح أي لاعب أن يحقق في عام واحد كل هذه الإنجازات والألقاب التي حققها ميسي في عام 2009 .
وبدأ ميسي عام 2009 بمستوى رائع وساهم بفضل قدراته الرائعة على المراوغة بالكرة والتسديد القوي والدقيق بقدمه اليسرى في بقاء برشلونة على قمة جدول الدوري الأسباني.
وفي آذار/مارس الماضي قاد ميسي فريق برشلونة لتجاوز عقبة بايرن ميونيخ الألماني والوصول للدور قبل النهائي في دوري أبطال أوروبا والذي تغلب فيه على تشيلسي الإنجليزي.
ووصف ميسي شهر أيار/مايو 2009 بأنه "أكثر الشهور إقناعا في مسيرتي الكروية" وكان ذلك لسبب جيد.
وكان ميسي نجما للمباراة التي سحق فيها برشلونة منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد 6/2 وهو الفوز الذي ضمن لبرشلونة التتويج بلقب الدوري الأسباني.
وسجل ميسي في هذه المباراة هدفين كما قدم أداء رائعا سواء من حيث المراوغة أو التمويه في مواجهة لاعبي ريال مدريد أو من خلال التمريرات الدقيقة والتصويبات القاتلة.
وفي وقت لاحق من نفس الشهر قاد ميسي فريق برشلونة للفوز بلقب كأس ملك أسبانيا حيث سجل الهدف الثاني للفريق في المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق 4/1 على أتليتك بلباو.
كما توج ميسي إنجازاته في ذلك الشهر بتسجيل الهدف الثاني في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا التي فاز فيها الفريق على مانشستر يونايتد الإنجليزي 2/صفر.
وأربك المدرب جوسيب جارديولا المدير الفني لبرشلونة حسابات مانشستر يونايتد الإنجليزي في هذه المباراة من خلال الدفع بميسي في مركز يختلف عن مركزه المعتاد حيث لعب النجم الأرجنتيني في الجانب الأيمن فمنحه بذلك دورا حرا خلف رأسي الحربة ليؤثر ذلك بشكل إيجابي متميز.
وبعد الثلاثية التاريخية التي أحرزها ميسي مع برشلونة في الموسم الماضي ، بدأ ميسي الموسم الحالي بقيادة الفريق نحو لقبين جديدين حيث فاز معه بلقبي كأس السوبر الأسباني وكأس السوبر الأوروبي.
ولكنه عانى بعد ذلك مباشرة من مشكلتين حيث عانى من أجل الظهور بنفس المستوى مع المنتخب الأرجنتيني كما بدا غير مرتاح للعب في المنتخب الأرجنتيني تحت قيادة الأسطورة دييجو مارادونا المدير الفني للفريق والذي طالما قورن به ميسي.
ولكن ميسي ساهم في النهاية في تأهل المنتخب الأرجنتيني إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا رغم سلسلة الإصابات العضلية التي عانى منها منذ أن كان لاعبا بفريق الشباب في نادي نيولز أولد بويز الأرجنتيني.
وهاجرت عائلة ميسي إلى أسبانيا في عام 2000 والتحق ميسي بقطاعات الشباب والناشئين وهو في الثالثة عشر من عمره. ومنحه برشلونة نظاما هرمونيا خاصا للنمو وهو النظام الذي تنسب إليه دائما المشاكل العضلية التي يعاني منها حاليا.
ورغم هذه الإصابات العضلية فاز ميسي بجائزة أفضل لاعب في أوروبا خلال تشرين ثان/نوفمبر الماضي متفوقا بفارق كبير للغاية على أقرب منافسيه وهو البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي فاز بالجائزة في العام الماضي.
وكان ميسي حريصا على إثبات جدارته بالفوز بالجائزة من خلال قيادة برشلونة نحو الفوز بلقب كأس العالم للأندية والتي فاز بها من خلال التغلب على استوديانتيس الأرجنتيني يوم السبت الماضي في المباراة النهائية للبطولة التي استضافتها أبو ظبي بالإمارات علما بأن ميسي وصل إلى أبو ظبي وهو يعاني من الإصابة في كاحل قدمه اليمنى وحامت الشكوك حول إمكانية مشاركته في البطولة.
ولكن النهاية كانت أشبه براوية خرافية عنها بالسيرة الرياضية حيث شارك ميسي في وسط مباراة الفريق أمام أطلنطي المكسيكي بالدور قبل النهائي وكانت النتيجة هي التعادل 1/1 ولكنه قاد برشلونة للفوز الثمين بهدف رائع بعد ثلاث دقائق من نزوله إلى أرض الملعب.
وفي المباراة النهائية للبطولة ، كرر جارديولا منح ميسي دورا حرا ولكنه قدم عرضا هادئا مقارنة بمستواه الحقيقي.
ورغم ذلك ، كان ميسي عند حسن الظن به في الوقت المناسب حيث ظلت النتيجة هي التعادل 1/1 حتى قبل عشر دقائق فقط من نهاية الوقت الإضافي للمباراة والذي لجأ إليه الفريقان حيث منح ميسي هدف الفوز الثمين لبرشلونة اثر تمريرة عرضية رائعة من زميله البرازيلي داني ألفيش قابلها ميسي بصدره لتتهادي الكرة داخل الشباك معلنا عن فوز فريقه باللقب السادس له هذا العام.
وبذلك أصبح النجم الأرجنتيني على قمة عرش الساحرة المستديرة ليحقق بذلك الحلم الذي راوده لسنوات طويلة.