يحكى أنَ حمامتين وقفتا تتاملان وجهَ القمر في ليلة حالمة وكانَ رفيقهما
الليل الدامس. بلحظةِ ما إنسلَ بينهما غراب تاملَ الانثى بنظراتٍ مريبة..
ثم أطبقَ على عنقها بسرعة البرق. نظرتْ اليهِ المسكينة ثم إبتسمت بخفوت وعانقت عيونها وليفها وأحتضنتْ بريقَ عينيه ثم أطبقتْ عينيها لتنام .
نظرَ اليها وليفها وراها تنام وادعة ًولم يتيقن هل السم قد سرى بجسدها الهزيل أم لا ؟؟
نظرَ اليهِ الغراب بهدوء وأبتسمَ لهُ بخبث ثم قال : "أتمنى قبل أن أذهب أن تكونَ راضياً عني ،سيدي
فقد قمتُ بتنفيذ طلبكَ مني بحذافيرهُ..
تبسمَ الوليف وهمسَ له :" المهم أن يبقى دمها نقياً والا يمسها
من حكمتكَ شيئاً ..لم أرى أنثى مثلها بحياتي .. حتى وهيَ تناظر القمر كانت تسألني : " أيهما أقرب
الى قلبك أنثىً حكيمة أم انثى عمياء تتمتع ببصيرة ؟
لهذا أحضرتكَ هاهنا لتمتصَ منها رحيق أحلامها وطموحاتها
ولتنسيها طعمَ الشوق لاشعة الشمس المتمركزة بمدار حولَ
قلبِ أنثى ..فهل يا ترى حققت أربك حتى يهنأ بالي بأنثى مطيعة لا تعلم من الحياة
لا الطرح أو الجمع ..؟
غادرهُ الغراب وهوَ يمتص بلذة دم وروح أنثى أغرقتها الحمى في عالمٍ أسماهُ " وطن " ..
حاولَ وليفها إيقاظها ..فردَ جناحيهِ وحلقَ حولها عدة مرات وحينَ لم تستجب لنداء قلبهِ العاشق ،
حركَ جناحهُ على وجهها البارد ونظرَ للغيوم المكفهرة ولاحظَ
الغرابَ ينظرَ اليهِ بنشوة الانتصار !!